قال الحافظ السيوطي - رحمه الله - في كتابه الأمر بالاتباع والنهي عن الإبتداع:
(ومن ذلك البدع): الصياح والتغشي عند سماع القرآن والوعظ. وقد صح من حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال:«وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون»(١). ولم يقل صرخنا ولا غشينا، كما يفعله الجاهلون أهل البدع)
قال محقق الكتاب: (قال سعيد بن عبد الرحمن الجمحي: مر ابن عمر برجل من أهل القرآن ساقط، فقال: ما بال هذا؟ قالوا: إنه إذا قرىء عليه القرآن، وسمع ذكر الله، سقط. فقال ابن عمر: إنا لنخشى الله، وما نسقط. ثم قال: إن الشيطان ليدخل في جوف أحدهم. ما كان هذا صنيع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وقال عمر بن عبد العزيز: ذُكِرَ عند ابن سيرين الذين يُصْرَعون، إذا قرىء عليهم القرآن، فقال: بيننا وبينهم أن يقعد أحدهم على ظهر بيت، باسطاً رجليه، ثم يُقْرَأ عليه القرآن من أوله إلى آخره، فإن رمى بنفسه، فهو صادق.
(١) (حديث صحيح): روه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وصححه الألباني في إرواء الغليل رقم (٢٤٥٥).