للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادساً: قراءة القرآن للأموات:

ذهب الجمهور إلى عدم وصول ثواب القراءة للأموات إذا كان بالأجرة، والمال المأخوذ على ذلك حرام، ويأثم الآخذ والمعطي.

وقال الإمام الشافعي - رحمه الله - بعدم وصول ثواب قراءة القرآن بأجرة أو بغير أجرة وهو الصواب الذي ندين لله - تعالى - به، قال تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} (٣٩) سورة النجم، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أوعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (١).

وإذا كانت القراءة تصل إلى الموتى فما بال الأحياء لا يضعون آلات التسجيل على القبور يتلى فيها القرآن ليل نهار {فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} (٧٨) سورة النساء (٢).

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: (ولهذا لم يندب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته، ولا حَثَّهم عليه، ولا أرشدهم إليه بنصٍ ولا إيماء، ولم يُنْقل ذلك عن أحد من الصحابة - رضي الله عنهم - بسند صحيح، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص، ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء) (٣)


(١) رواه مسلم.
(٢) انظر كتاب حكم القراءة للأموات هل يصل ثوابها إليهم؟ للشيخ محمد بن أحمد بن عبد السلام.
(٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٢٥٨) طبعة المكتبة القيمة.

<<  <   >  >>