الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن من نعم الله علينا أن وفقنا لتأليف كتاب (فتح الرحمن في بيان هجر القرآن) رغبةً في الأجر، وتحذيراً للأمة من الوقوع في هجر القرآن بأنواعه المتعددة، وحتى يكون دافعاً للتمسك بكتاب الله، والاستقامة على هديه، والعمل بتعاليمه وأوامره.
ونحمد الله عز وجل فإن واقع كثير من الأمة يشهد بعودتها إلى تعلم كتاب الله وتلاوته, والتسابق إلى حفظه ومدارسته, وليس أدل على ذلك من الأعداد المتزايدة في حلقات حفظ القرآن الكريم, للبنين والبنات على اختلاف أعمارهم.
ومما يشرح الصدر أن كتابنا هو أول كتاب في المكتبة الإسلامية تناول موضوع هجر القرآن الكريم بالدراسة المستفيضة كما شهد بذلك الكثير من أهل العلم والفضل الذين اطلعوا على الكتاب، وقد اعتمد عليه أحد الباحثين في رسالة الدكتوراه وهو د. محمود بن أحمد الدوسري في رسالته (هجر القرآن العظيم: أنواعه وأحكامه) , كما شهد بذلك في مقدمته, فإنه قد اعتمد خطة بحثه بصورة كبيرة من كتابنا ونقل أبحاثاً كاملة, مثل: مبحث أسباب هجر التلاوة, ونماذج من استماع القرآن ... وغيرها, وقد أعددنا تقريراً تفصيلياً عن ذلك يزيد صفحاته عن عشرين صفحة, لكننا أعرضنا عن ذكره هنا؛ مخافة الإطالة على القارئ, واكتفاء بما ذكره الدكتور في مقدمته, وبالاطلاع على فهرس الكتابين يتضح لكل ذي