للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسرار أبعد عن الرياء والتصنع فهو أفضل في حق من يخاف ذلك على نفسه، فإن لم يخف ولم يكن في الجهر ما يشوش الوقت على مصلٍ آخر، فالجهر أفضل لأن العمل فيه أكثر، ولأن فائدته من اللازم، ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر فيه، ويصرف إليه سمعه، ولأنه يرجو بجهره تيقظ نائم فيكون هو سبب إحيائه، ولأنه قد يراه بَطَّال غافل فينشط بسبب نشاطه ويشتاق إلى الخدمة، فمتى حضره شيء من هذه النيات، فالجهر أفضل، وإن اجتمعت هذه النيات تضاعف الأجر، وبكثرة النيات تزكو أعمال الأبرار، وتتضاعف أجورهم، فإن كان في العمل الواحد عشر نيات، كان فيه عشر أجور) (١).

وفي فتاوى اللجنة الدائمة: (يراعى فيه الأصلح للقارئ من الجهر أو الأسرار مما يجمع قلبه على القراءة وتدبر معاني ما يتلوه من معاني القرآن الكريم. (٢)

[٦ - هل يجوز مس المصحف على غير طهارة؟]

ذهب جمهور العلماء إلى عدم جواز مس المصحف للمحدث مطلقاً سواء أكان حدثاً أصغر أو حدثاً أكبر فمنعوا غير المتوضئ والجنب والحائض والنفساء من مس المصحف؛ واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (٧٩) سورة الواقعة، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يمس القرآن إلا طاهر " (٣).


(١) إحياء علوم الدين للغزالي (١/ ٣٢٩)، وانظر البرهان في علوم القرآن (١/ ٥٤٧)، التبيان ص (٥٨ - ٥٩).
(٢) فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية, المجلد الثالث, ص ٨٠
(٣) (حديث صحيح) صححه الألباني في صحيح الجامع (٧٧٨٠)، المشكاة (٤٦٥) والإرواء (١٢٢) وقال: (وجملة القول: أن الحديث طرقه كلها لا تخلو من ضعف لكنه ضعف يسير إذ ليس في شيء منها من اتهم بالكذب، وإنما العلة بالإرسال أو سوء الحفظ وكثرة الطرق يقوي بعضها بعضاُ).

<<  <   >  >>