للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - أيهما أفضل القراءة من المصحف أم عن ظهر قلب؟]

قال الإمام النووي - رحمه الله -:

(قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب، لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة فتجتمع القراءة والنظر هكذا قاله القاضي حسين من أصحابنا وأبوحامد الغزالي وجماعة من السلف؛ ونقل الغزالي في الإحياء أن كثيرين من الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يقرأون من المصحف ويكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف وروي ابن أبي داود القراءة في المصحف عن كثيرين من السلف ولم أر فيه خلافاً، ولو قيل: إنه يختلف باختلاف الأشخاص فيختار القراءة في المصحف لمن استوى خشوعه وتدبره في حالتي القراءة في المصحف وعن ظهر قلب، ويختار القراءة عن ظهر القلب لمن لم يكمل بذلك خشوعه ويزيد على خشوعه وتدبره لو قرأ من المصحف لكن هذا قولاً حسناً والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل) (١).

[٥ - هل الجهر بالقراءة أفضل أم الإسرار؟]

اختلف أهل العلم في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:

الأول: الجهر أفضل.

الثاني: الإسرار أفصل.

الثالث: التفصيل وهو ما نميل إليه.

قال أبوحامد الغزالي - رحمه الله -: (فالوجه في الجمع في هذه الأحاديث أن


(١) التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي ص (٥٥، ٥٦) طبعة مكتبة الزهراء. وانظر البرهان في علوم القرآن للزركشي (١/ ٥٤٤ - ٥٤٧)، فضائل القرآن للحافظ ابن كثير (٦٢ - ٦٤) والإحياء للغزالي (١/ ٣٢٩) طبعة الريان، فتح الباري (٨/ ٦٩٦ - ٦٩٧) طبعة الريان.

<<  <   >  >>