للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال العلامة الألباني - رحمه الله -:

(ولقد أحسن الإمام الترمذي برواية هذا الخبر والذي بعده (خبر عثمان، وسعيد) بصيغة التضعيف، لأن الركعة مهما طالت لا يمكن أن يقرأ فيها القرآن الكريم كاملاً، فضلاً عما في ذلك من مخالفته لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الركوع والسجود والقيام، وحاشا لسيدنا عثمان أن يفعل مثل ذلك) (١).

وقال سماحة العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:

(... وبعض السلف قال: إنه يستثنى من ذلك أوقات الفضائل وأنه لا بأس أن يختم كل ليلة أو في كل يوم كما ذكروا هذا عن الشافعي وعن غيره، ولكن ظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره وأنه ينبغي له أن لا يعجل وأن يطمئن في قراءته وأن يرتل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو فقال: "اقرأه في سبع " هذا آخر ما أمره به، وقال: " لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث "، ولم يقل إلا في رمضان، فحمله بعض السلف هذا على غير رمضان محل نظر.

والأقرب - والله أعلم - أن المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في إحسان قراءته وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل، والأفضل أن لا يختم في أقل من ثلاث، هذا هو الذي ينبغي حسب ما جاءت به السنة ولو في رمضان) (٢)

والخلاصة:

مما سبق يتضح أن الأفضل للمسلم أن لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث لحديث النبي عليه الصلاة والسلام وأن لا يزيد عن شهر لفعل السلف الصالح رضوان الله عليهم.


(١) ضعيف الترمذي للألباني ص (٣٥٧).
(٢) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (٩/ ٤١٦)

<<  <   >  >>