للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[قال الإمام النووي - رحمه الله -]

ومعنى أذن في اللغة: الاستماع، ومنه قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} (٢) سورة الإنشقاق (١).

هكذا يتضح من خلال عرض أقوال أهل العلم أن معنى (ما أذن الله) أي ما استمع الله، ولكن ما معنى استماع الله؟

[قال الإمام القرطبي - رحمه الله -]

(أصل الأَذَن بفتحتين أن المستمع يميل بأذنه على جهة مَنْ يسمعه، وهذا المعنى في حق الله لا يراد به ظاهره، وإنما هو على سبيل التوسع على ما جرى به عرف المخاطب، والمراد به في حق الله تعالى إكرام القارئ وإجزال ثوابه، لأن ذلك ثمرة الإصغاء.

ووقع عند مسلم من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة في هذا الحديث: "ما أذن لشيء كأذنه " بفتحتين، ومثله عند ابن أبي داود من طريق محمد بن أبي حفصة عن عمرو بن دينار عن أبي سلمة، وعند أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه من حديث فضالة بن عبيدالله: " لله أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته " (٢).

[قال الإمام النووي - رحمه الله -]

(معنى أذن في اللغة: الاستماع، ومنه قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}، قالوا: ولا يجوز أن تحمل ههنا على الاستماع بمعنى


(١) التبيان ص (٧٦) طبعة مكتبة ابن عباس، عون المعبود (٤/ ٢٤١).
(٢) (حديث ضعيف) رواه ابن ماجه (١٣٤٠) وأحمد (٦/ ١٩) والحاكم (١/ ٥٧٠ - ٥٧١) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال: بل هو منقطع. وضعفه الألباني. راجع ضعيف ابن ماجه (٣٦٣)، السلسلة الضعيفة (٢٩٥١).

<<  <   >  >>