للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويأخذون على ذلك الأجور والجوائز، ضل سعيهم، وخاب عملهم، فيستحلون بذلك تغيير كتاب الله، ويهونون على أنفسهم الاجتراء على الله بأن يزيدوا في تنزيله ما ليس فيه جهلاً بدينهم، ومروقاً عن سنة نبيهم، ورفضاً لسير الصالحين فيه من سلفهم، ونزوعاً إلى ما يزين لهم الشيطان من أعمالهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، فهم في غيهم يترددون، وبكتاب الله يتلاعبون، فإنا لله وإنا إليه راجعون) (١).

ثانياً: جمع القراءات في مجلس واحد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (وأما جمعها - القراءات - في الصلاة، أو في التلاوة فهو بدعة مكروهة، وأما جمعها لأجل الحفظ والدرس فهو من الاجتهاد الذي فعله طوائف في القراءة) (٢).

قال الإمام النووي - رحمه الله -: (إذا ابتدأ بقراءة أحد القراء؛ فينبغي أن يزال على القراءة بها ما دام الكلام مرتبطاً، فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة آخر من السبعة، والأَوْلى دوامه على الأُولى في هذا المجلس) (٣).

قال الشيخ محمود خليل الحصري - رحمه الله -: (إذا كان التواصي بالحق، والتناهي عن المنكر، من سنن الإسلام، فليعلم إخواننا القراء - وفقهم الله - أن الله - تعالى - قد حمَّلهم أمانة تلاوة كتابه، وألزمهم فيها التأدب بآدابه، والإتباع لسنة رسوله فيها، والنهي عما فيه إخلال بحقها، أو ابتداع فيها، والقراءة سنة


(١) مقدمة تفسير القرطبي (١/ ١٦) طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب. وانظر تحقيق ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد (١/ ٤٨٢ - ٤٩٣) طبعة مؤسسة الرسالة.
(٢) مجموع الفتاوى (١٣/ ٤٠٤) طبعة دار التقوى للنشر والتوزيع.
(٣) التبيان في آداب حملة القرآن ص (٦٨) طبعة مكتبة ابن عباس بالمنصورة.

<<  <   >  >>