قل مَنْ يقرأ القرآن، وقل مِنْ هؤلاء القارئين مَنْ يتدبر القرآن، ويقف مع وعده ووعيده؛ حتى تتحقق له الدعوة إلى الطاعة، والزجر عن المعصية، فإذ بالقرآن - الذي لو أنزله الله على الجبال الرواسي الشامخات لتصدعت من خشية الله - إذا به يقرأ، وآيات الوعد والوعيد تسمع، ولكن قلوب قاسية، وأبدان جامدة، وأعين متحجرة، فلا قلب يخشع، ولا بدن يخضع، ولا عين تدمع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
(مَنْ لم يقرأ القرآن فقد هجره، ومَنْ قرأ القرآن ولم يتدبره فقد هجره، ومَنْ تدبر القرآن ولم يعمل به فقد هجره)(١).
وترجع (ظاهرة) هجر تدبر القرآن إلى أسباب كثيرة منها:
١ - الذنوب والمعاصي.
٢ - ترك الدعاء
٣ - الجهل باللغة العربية.
٤ - التخلي عن موانع الفهم.
٥ - هجر كتب التفسير.
(١) كتاب ففروا إلى الله للشيخ أبي ذر القلموني ص (١٨٧) طبعة دار المنار.