للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام النووي - رحمه الله -: (وكان السلف - رضي الله عنهم - لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه، فروى ابن أبي داود عن بعض السلف - رضي الله عنهم -، أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة، وعن بعضهم في كل شهر ختمة، وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة، وعن بعضهم في كل خمس ليال، وعن بعضهم في كل أربع ليال، وعن كثيرين في كل ثلاث ليال. وعن بعضهم ليلتين. وعن بعضهم في كل ليلة واحدة) (١).

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:

(قوله: (باب في كم يقرأ القرآن) وقول الله تعالى:

{فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} كأنه أشار إلى الرد على من قال: أقل ما يجزئ من القراءة في كل يوم وليلة جزء من أربعين جزءاً من القرآن، وهو منقول عن إسحق بن راهوية والحنابلة، لأن عموم قوله تعالى {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} يشمل أقل من ذلك، فمن ادَّعى التحديد فعليه البيان) (٢).

وفي فتاوى اللجنة الدائمة:

(ويشرع أن لا يتجاوز في ختمه للقرآن شهراً؛ لفعل السلف، ولكن لو ختمه في أكثر من شهر لا يُعد هاجراً لتلاوة القرآن). (٣)

قال الإمام النووي - رحمه الله -:

(الاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان من أهل الفهم والتدقيق استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر واستخراج المعاني وكذا من كان له شغل


(١) التبيان للنووي ص (٤٦) طبعة البيان بتصرف.
(٢) فتح الباري (٨/ ٧١٣) طبعة الريان.
(٣) فتاوى اللجنة الدائمة: المجموعة الثانية المجلد الثالث صـ ٧٧

<<  <   >  >>