للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال المصنف -رحمه الله (١) - "والذي أحفظه عن المحدثين الضم، قال الخطابي (٢): يحتمل أن يكون المراد أنه يأتي ساقطًا أي لا قَدْر له ولا جاه أو يعذب في وجهه حتى يسقط لحمه لمشاكلة العقوبة في مواضع الجناية من الأعضاء لكونه أذل وجهه بالسؤال، وأنه يبعث ووجهه عظم فيكون ذلك شعاره الذي يعرف به".

ويؤيد الأول ما أخرجه الطبراني والبزار من حديث مسعود بن عمرو مرفوعًا: "لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يجلو وجهه، فلا يكون له عند الله وجه" (٣).

وقال ابن أبي جَمْرَة: معناه أنه ليس في وجهه من الحُسْن شيء، لأن حُسْن الوجه هو بما فيه من اللحم، ومال المُهَلَّب إلى حمله على ظاهره، وإلى أن السر فيه أن الشمس تدنو يوم القيامة فإذا جاء لا لحم بوجهه كانت أذية الشمس له أكثر من غيره.

٤٨٧ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سأل الناس أموالهم تكثرًا فإِنما يسأل جمرًا فليستقل أو ليستكثر" رواه مسلم (٤).

قوله: "فإِنما يسأل جمرًا": قال القاضي ابن العربي: معناه أنه يعاقب بالنار، ويحتمل أن يكون على ظاهره، وأن الذي يأخذه يصير جمرًا يكوى به كما ثبت في مانع الزكاة.

٤٨٨ - وعن الزبير بن العَوَّام - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) الفتح ٣: ٣٣٩.
(٢) غريب الحديث ١: ١٤٢.
(٣) عزاه لهما الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٩٦ وقال: "وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام".
(٤) مسلم الزكاة، باب كراهة المسألة للناس ٢: ٧٢٠ ح ١٠٥ - ١٠٤١ أحمد ٢: ٢٣١.