للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٤٥ - وعن معاوية بن أبي سفيان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في ليلة القدر: "ليلة سبع وعشرين" رواه أبو داود (١)، والراجح وقفه.

وقد اختلف في تعيينها على أربعين قولًا أوردتها في "فتح الباري". الحديث فيه دلالة على تعين ليلة القدر، والأقوال التي أوردها المصنف -رحمة الله تعالى عليه- في فتح الباري (٢) هي:

القول الأول: أنها رفعت أصلًا ورأسًا حكاه المتولى في التتمة عن الروافض، والفاكهاني في شرح العمدة عن الحنفية، وكأنه خطأ منه، والذي حكاه السروجي أنه قول الشيعة، وقد روى عبد الرزاق عن الحجاج إنكارها.

الثاني: أنها خاصة بسنَةٍ واحدة وقعت في زمن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، حكاه الفاكهاني أيضًا.

الثالث: أنها خاصة بهذه الأمة ولم تكن في الأمم قبلهم، جزم به ابن حبيب وغيره من المالكية، وعمدتهم قول مالك في الموطأ (٣).

بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقال أعمار أمته عن أعمار الأمم الماضية فأعطاه الله ليلة القدر، وهذا محتمل للتأويل فلا يدفع ما ورد صريحًا في حديث أبي ذر عند النسائي (٤) قال: قلت: "يا رسول الله أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت قال: بل هي باقية".

الرابع: أنها ممكنة في جميع السنة، وهو قول مشهور عن الحنفية


(١) أبو داود الصلاة، باب من قال سبع وعشرون ٢: ١١١ ح ١٣٨٦.
(٢) الفتح ٤: ٢٦٢: ٢٦٦.
(٣) الموطأ الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر ٢١٢ ح ١٥.
(٤) النسائي الكبرى الاعتكاف (كما جاء في تحفة الأشراف ٩: ١٨٣ ح ١١٩٧٧).