للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال المصنف (١) -رحمه الله تعالى-: هو كما قال لكن يقوى المرفوع لأنه عن غير رجاله، وقد رواه الإسماعيلي في معجمه من طريق أخرى عن أبي الزبير عن جابر، وفي إسنادها من يحتاج إلى النظر في حاله، ويلخص من هذا صحة الحديث، وتوقف بعضهم عن تصحيحه من حيث إنه رواه قتادة عن عَزْرَة عن سعيد بن جبير، ولم يصرح بسماعه من عَزْرة، وهو مدلس (٢)، وعَزْرة هذا هو ابن عبد الرحمن كوفي، ويقال ابن يحيى، وثقه يحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهما، وروى له مسلم (٣).

وقال الشافعي: حدثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة قال سمع ابن عباس رجلًا يلبي عن شبرمة ... الحديث.

قال ابن المغلس: أبو قلابة لم يسمع من ابن عباس (٤).

واستبعد صاحب الإمام تعدد القصة مع أن السياق واحد، وزعم ابن باطيش أن اسم الملبي نبيشة، وهو وهم، فإن اسم الملبي عنه فيما زعم الحسن بن عمارة، وخالفه الناس فيه فقالوا: إنه شبرمة، وقد قيل: إن الحسن بن عمارة رجع عن ذلك، وقد بينه الدارقطني (٥) في السنن.

الحديث فيه دلالة علي أنه لا يصح أن يحج عن غيره من لم يحج عن نفسه إذ أمره له - صلى الله عليه وسلم - أن يجعلها عن نفسه بعد أن قد كان لبى عن


(١) التلخيص ٢: ٢٣٨.
(٢) هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، صاحب أنس بن مالك - رضي الله عنه -، كان حافظ عصره، وهو مشهور بالتدليس وصفه به النسائي وغيره، وأورده بن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين في كتابه "طبقات المدلسين" ص ٦٧.
(٣) هو عَزْرَة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي الأعور شيخ لقتادة بن دعامة. وثقه ابن حجر وغيره (تقريب التهذيب ٢: ٢٠ - ١٧٣).
(٤) انظر: تهذيب الكمال للمزي ٢: ٦٨٤ (المخطوط).
(٥) سنن الدارقطني ٢: ٢٦٩.