للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله "نجعله في قبورنا" المراد أنه تسد به خلل الحجار التي تجعل على اللحد، وفي البيوت كذلك يجعل فيما بين الخشب على السقوف، وفي رواية "لقيننا" والقين هو الحداد و (أ) الصائغ، والمعنى أنهم يحتاجون إليه للإيقاد به، وفي رواية: "لصاغتنا وقبورنا" (١)، ووقع في مرسل مجاهد عند عمرو بن أبي شيبة (٢) بالجمع بين الثلاثة (٣)، ووقع عنده أيضًا، فقال العباس: "يا رسول الله إن أهل مكة لا صبر لهم عن الإذخر لقينهم وبيوتهم" ووقوع ذلك من العباس يحتمل أنه على جهة الشفاعة، ويحتمل أنه اجتهاد منه لما علم أن العموم غالبه التخصيص فكأنه قل هذا مما تدعو إليه الحاجة ولا يكاد يستغنى عنه، والشريعة عهد فيها التيسير وعدم الحرج (ب)، فإذا قيس على ما خصص من عموم للحاجة إليه فله مساغ شرعي، فقدر ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - واستثناه (جـ) وقد يحتج بهذا على أن الاستثناء لا يشترط فيه اتصاله بالمستثنى منه، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مفوض إليه في الأحكام.

ويجاب عن الأول بأنه متصل وأن كلام العباس وقع في أثناء كلامه - صلى الله عليه وسلم - بمقدار تنفس ويذكر لما يستثنى، وهو لا يعدُّ متراخيًا، وعن الثاني بأن ذلك عن وحي وليس من لازم الوحي أن يتراخي وقتا ممتدًا بل قد يكون ذلك بإلقائه في روعه - صلى الله عليه وسلم -أو إلهام أو سماع من ملك أو


(أ) هـ بغير الواو.
(ب) هـ: (الحروج).
(جـ) هـ، ي: (واستثنى).