للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لأعفرن مصون شيبي بينها ... من كثرة التقبيل والرشفات

لولا العوادي والأعادي زرتها ... أبدًا ولو سحبًا على الوجنات

لكن سأهدي من حفيل تحيتي ... لقطين تلك الدار والحجرات

أذكى من المسك المفتق نفحه ... تغشاه بالآصال والبكرات

وتخصه بزواكي الصلوات ... ونوامي التسليم والبركات (١)

الثامن: أن يقول عند دخوله المدينة: بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله، رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا، حسبي الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا إليك فإني لم أخرج بطرًا ولا أشرًا ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

التاسع: ينبغي له أن يستحضر بقلبه شرف المدينة واختصاصها برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه الذي أظهره كما أظهر إبراهيم حرمة مكة، وأنها أفضل الأرض مطلقًا عند مالك وجماعة من أهل العلم أو بعد مكة عند أكثر العلماء، وأن الذي شرفت به هو خير الخلائق أجمعين ويستشعر تعظيم المدينة من حين دخوله إلى أن يخرج كأنه يرى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

العاشر: أن يتصدق بما أمكنه من الرزق الحلال عملًا بقوله تعالى {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} (٢) الآية وهو - صلى الله عليه وسلم - حيّ، وينبغي أن يخص بالصدقة من كان مستوطنًا للمدينة لما لهم من شرف حق الجوار إذا لم يكن غيرهم


(١) الشفا للقاضي عياض ٢: ٥٨ - ٥٩.
(٢) المجادلة الآية ١٢.