للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وللبخاري (١) نحوه من حديث أبي جُحيفة.

الحديث فيه دلالة على شمول الإثم لمن ذكر، فأما آكل الربا فلأنه المقصود أولًا وبالذات، وهو قابض الربا المنتفع به، وخص الأكل بالذكر لأنه الأغلب في الانتفاع، وغيره مثله، وأما الموكل فهو الَّذي أعطى الربا، وكان داخلًا في الإثم، لأنه ما يحصل الربا إلا منه، وأما الكاتب والشاهد فلإعانتهما على المحظور، وهذا إنما يكون مع قصدهما ومعرفتهما للربا، "وشاهديه". بلفظ التثنية، وفي رواية الترمذي (٢) (أ) بلفظ الإفراد، وفي رواية النسائي (٣) من وجه عن ابن مسعود: آكل الربا، وموكله، وشاهداه، وكاتبه، ملعونون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم -.

٦٦٥ - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الربا ثلاثة وسبعون بابًا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم". رواه ابن ماجة مختصرًا، والحاكم بتمامه وصححه (٤).

ومثل هذا من حديث البراء أخرجه ابن جرر إلا أنَّه قال: "اثنان


(أ) زاد بعده في الأصل، جـ: وفي رواية مسلم. وينظر الفتح ٤/ ٣١٤.