للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن رجل عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وعند الطّبرانيّ (١) من حديث أبي هريرة بلفظ: "من مسيرة مائة عام". وفي الطّبرانيّ (٢) عن أبي بكرة: "خمسمائة عام". وفي "الموطأ" (٣) من حديث آخر كذلك. وفي "مسند الفردوس" (٤) عن جابر: "إن ريح الجنة ليدرك من مسيرة ألف عام". وقد جمع العلماء بين هذه الروايات المختلفة؛ فقال ابن بطال (٥): الأربعين والسبعين هي باعتبار المدة التي تكون عمرًا للإنسان، فمن بلغ عمره أربعين سنة، وهي زمان الأشد، زاد عمله ويقينه وندمه (أ)، فكأنه قد وجد ريح الجنة الذي يبعثه على الطاعة، والسبعون هي آخر المعترك، ويعرض [عندها] (ب) الندم وخشية هجوم الأجل فتزداد الطاعة، فكأنه قد وجد ريح الجنة، وقال في الخمسمائة: إنَّها مدة الفترة بين الأنبياء، فمن جاء في آخرها وآمن بالنبيين يكون أفضل من غيره. وقال الكرماني (٦): إن العدد ليس مقصودًا في نفسه، والمقصود المبالغة في التكثير؛ لأنَّ الأربعين اشتملت على الآحاد؛ آحاده عشرة، والمائة عشرات، والألف مئات، والسبعين (٧) عدد فوق العدد الكامل؛ وهو ستة، إذ أجزاؤه


(أ) في جـ: قدمه.
(ب) في ب، جـ: عنها. والمثبت من مصدر التخريج.