للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم". متفق عليه (١).

قوله: "أجدر". أي: أحق، والازدراء: الاحتقار، والمراد بـ "أسفل منكم". أي: في المال والخَلق، وكذلك قوله: "فوقكم". وهو مصرح بهذا في حديث آخر أخرجه مسلم (٢) عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والخَلق فلينظر إلى من هو أسفل منه". وهذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأنه إذا رأى من فُضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، فاستصغر ما عنده من نعمة الله، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها، ظهرت له نعمة الله تعالى فشكرها وتواضع وفعل فيه الخير.

١٢٠٥ - وعن النَّوَّاس بن سَمْعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البر والإثم، قال: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس". أخرجه مسلم (٣).

هو النواس بفتح النون وتشديد الواو وبالسين المهملة، وسمعان بفتح السين المهملة وكسرها وبالعين المهملة، الكلابي، ورد أبوه سمعان على النبي - صلى الله عليه وسلم - وزوجه بابنته، وهي الكلابية التي تعوذت من النبي - صلى الله عليه وسلم -، سكن


(١) البخاري، كتاب الرقاق، باب لينظر إلى من هو أسفل منه ١١/ ٣٢٢ ح ٦٤٩٠، ومسلم، كتاب الزهد والرقاق ٤/ ٢٢٧٥ ح ٢٩٦٣/ ٩، واللفظ له.
(٢) مسلم ٤/ ٢٢٧٥ ح ٨/ ٢٩٦٣.
(٣) مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تفسير البر والإثم، ٤/ ١٩٨٠ ح ٢٥٥٣/ ١٤.