للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التقوى، وإنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته، وأما مجرد العمل الظاهر، فإنه قد يحصل مع النفاق والرياء والعجب، ويكون زيادة في عقاب صاحبه. وجاء في رواية لمسلم (١): "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم". يعني أن مجازاته سبحانه وتعالى ومحاسبته إنما تكون على ما في القلب دون الصور الظاهرة، ونظر الله تعالى ورؤيته محيطة بكل شيء. ومقصود الحديث أن الاعتبار في هذا كله بالقلب، وهو من نحو قوله - صلى الله عليه وسلم - "ألا إن في الجسد مضعة". الحديث (٢). واحتج البعض بهذا على أن العقل في القلب لا في الرأس، وقد سبق ذلك (٣).

وقوله: "بحسب امرئ" إلخ. أي: يكفىِ. ولفظ "حسب" مبتدأ، والباء زائدة، و: "أن يحقر أخاه". الخبر، أي أن هذه الخصلة الواحدة تكفي في أن يكون المتصف بها من أهل الشر الذي يستحق به العقاب والنكال.

وقوله: "كل المسلم على المسلم" إلخ. أي أن هذه (أ) الثلاثة الأنواع (ب) مستوية في التحريم، والأدلة من الكتاب والسنة والإجماع متضافرة على تحريمها، بل والعقل أيضًا. والله سبحانه أعلم.


(أ) في جـ: هذا.
(ب) في جـ: أنواع.