للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحكى ابن بطال (١) تبعًا للطبري (أ)، خلافًا هل هو غريزة أو مكتسب؟ وتمسك من قال: إنه غريزة. بحديث ابن مسعود: "إن الله قسم أخلاقكم كما قسم أرزاقكم". وهو عند البُخاريّ في "الأدب المفرد" (٢). وقال القرطبي في "المفهم" (٣): الخلق جبلة في نوع الإنسان، وهم في ذلك متفاوتون، فمن [غلب] (ب) عليه شيء منها، فإن كان محمودًا فهو الحسن، وإلا فهو مأمور بالمجاهدة فيه حتَّى يصير محمودًا، وكذا إن كان ضعيفًا فيرتاض صاحبه حتَّى يقوى. وقد وقع في حديث الأشج العصري عند أحمد والنَّسائيُّ والبخاري في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان (٤) أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال له: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله؛ الحلم والأناة". قال: يا رسول الله، قديمًا كانا في أو حديثًا؟ قال: "قديمًا" (جـ). قال: الحمد الله الذي جبلني على خلقين يحبهما. وتقدم حديث الجنة وفيه: "ألا يسأل شيئًا


(أ) في جـ: للطبراني.
(ب) ساقطة من: ب، جـ. والمثبت من الفتح.
(جـ) في جـ: بل جبلت عليهما. وجاء في هامش ب ما يلي: الحديث في سنن أبي داود: انتظر المنذر بن الأشج حتَّى أتى عيبته، فليس ثوبيه، ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "إن فيك خلتين يحبهما الله؛ الحلم والأناة، فقال: يا رسول الله: أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ فقال: "بل الله جبلك عليهما". قال: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله. من جامع الأصول. أ. هـ.