للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والنظر إلى المحاسن والجواز فيما عدا ذلك، وأيضًا فتظاهر الأخبار بخروج النساء في عصره صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وحضور الصلاة والخروج إلى الجبانة، وأَمْر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة وإلقاء حليهن في ثوب بلال (١). ويبعد مع تلك الأحوال عدم رؤيتهن للرجال وإنما أمرن بإدناء الجلابيب وإجماع المسلمين خَلَف عن سلف بعدم منع النساء من الخروج لقضاء ما يحتجن له من البيع والشراء والتحاكم.

قال القاضي عياض (٢): وفيه جواز نظر النساء إلى الرجال الأجانب لأنه إنما يكره لهن النظر إلى المحاسن والاستلذاذ لذلك، وقال النووي (٣): النظر بشهوة وعند خشية الفتنة حرام اتفاقا، وأما بغير شهوة فالأصح أنه يحرم. وأجاب عن هذا الحديث بأنه يحتمل أن يكون ذلك قبل بلوغ عائشة وقد عرفت الجواب عنه، قال: وكانت تنظر إلى لعبهم بحرابهم لا إلى وجوههم وأبدانهم، وإن وقع بلا قصد إن أمكن أن تصرفه في الحال. انتهى. وقد عرفتَ بُعْدَ هذا وقولها: "وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون" وقع في رواية البخاري في موضعٍ (٤): "وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدرق (٥) والحِرَاب" في رواية عروة عن عائشة، ووقع في رواية الزهري في البخاري في موضع: "والحبشة يلعبون في المسجد" (٦) ووصلها مسلم: "بحرابهم"، ولمسلم من رواية هشام عن أبيه: "جاء حبش يلعبون في المسجد" (٧) قال المحب الطبري (٨): هذا السياق يُشْعِرُ بأن عادتهم ذلك في كل عيد، ووقع في رواية ابن حبان (٩): "لما قَدِمَ وفد الحبشة قاموا


(١) البخاري ٢/ ١٦٦ ح ٩٧٨.
(٢) شرح مسلم ٢/ ٣٤٥ وترجم الإمام البخاري باب نظر المرأة إلى الحبشة وغيرهم من غير ريبة.
(٣) شرح مسلم ٢/ ٥٤٥.
(٤) البخاري ٢/ ٤٤٠ ح ٩٥٠.
(٥) الدرق جمع درقة وهي الترس. لسان العرب ١٠/ ٩٥.
(٦) البخاري ٢/ ٤٧٤ ح ٩٨٨، زاد مسلم: "بحرابهم" ٢/ ٦٠٩ ح ١٨ - ٨٩٢ م.
(٧) مسلم ٢/ ٦٠٩ ح ٢٠ - ٨٩٢ م بلفظ (يزمنون) بمعنى يلعبون.
(٨) الفتح ٢/ ٤٤٣.
(٩) ابن حبان ٧/ ٥٤٥ ح ٥٨٤١ (إحسان).