بلال حدثنا سعد بن سعيد الأنصاري عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه رضي اللَّه عنه قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقوم يوم الجمعة إذا خطب إلى خشبة ذات فرضتين أراها من دوم، وكان يتكئ عليها ويستند اليها، فقال له أصحابه إن الناس قد كثروا فلو أمرت بمنبر تقوم عليه يراك الناس، قال:"مَا شِئْتُمْ" قال سهل: ولم يكن بالمدينة إلا نجار واحد، فانطلقت أنا وذلك النجار إلى الغابة، فقطعناه من أثلته، فلما صعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عليه حنت الخشبة حنين الناقة، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَلَا تَعْجَبُونَ لِهَذِهِ الْخَشَبَةِ؟ " فرق الناس وكثر بكاؤهم، فنزل إليها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فوضع يده عليها فسكنت، فأمر بها فدفنت تحت المنبر أو جعلت في السقف (١).
هذا حديث صحيح رجاله رجال مسلم، وهو متابع قوي لرواية ابن لهيعة الماضية.
وقوله: أو جعلت في السقف شك من الراوي، وكونها جعلت تحت المنبر موافق للأحاديث المتقدمة فهو أولى واللَّه أعلم.
آخر المجلس العاشر بعد المائتين وهو الستون من تخريج أحاديث المختصر.
(١) رواه البيهقي في الدلائل (٢/ ٥٥٩ - ٥٦٠) بغير هذا الإسناد عن أبي إسماعيل الترمذي.