وأما حديث علي فقال ابن كثير: لم أقف عليه، وسألت المشايخ عنه، فلم يحضرهم فيه شيء، وقال السبكي: أما إسناد السرقة فلا يعرف عن علي، وأما الخمر فجاء عنه حديث "مُدْمِنُ الخَمْرِ كَعَابِدِ وثنٍ".
قلت: فيه نظر، فقد حمله أبو نعيم على المستحل، وهذا بناء منه على التسوية بين المشبه والمشبه به، ويحتمل أن يكون التشبيه لمحض الغرابة، والمحبة والملازمة، ويحتمل أن يكون للمبالغة في الزجر والتنفير، وهو قريب من الحديث الآخر المخرج في الصحيحين:"لا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِن" وفيه السرقة والخمر، وقد أخرج الطبري من طريق محمد بن سهل بن أبي خيثمة عن أبيه انه سمع عليا رضي اللَّه عنه يخطب فقال: أيها الناس إن الكبائر سبع، فذكر مثل حديث أبي سلمة عن أبي هريرة الذي قدمته قريبا، وليس فيه الخصلتان المذكورتان (١)، فالذي أظنه أن المصنف حرف عليه اسم الصحابي، فقد وقع لي حديث فيه ذكر السرقة والخمر.
أخبرني عبد اللَّه بن عمر بن علي أخبرنا أحمد بن كشتغدي أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم قال: كتب إلينا خليل بن بدر أخبرنا الحسن بن أحمد أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه حدثنا أحمد بن يوسف حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا عمر بن سعيد حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَرَأَيْتُمُ الزَّانِي وَالسَّارِقَ وشَارِبَ الْخَمْر مَا تَقُوُلُونَ فِيْهمْ؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: "هُنَّ فَواحِشُ وَفِيهنَّ عُقوُبَة، أَلَا أُنَبئُكُمْ بِأَكْبَر الكَبَائِر؟ الإِشْرَاكُ باللَّهِ وَعُقوُقُ