ثم حدثنا سيدنا ومولانا شيخ الإسلام ابن حجر المذكور نفع اللَّه المسلمين بعلومه.
قال:(قوله: وتخصيصه خزيمة بقبول شهادته وحده) قلت: لم أر التخصيص صريحا، وإن كان في بعض طرق قصته ما يشعر بذلك.
وقد ترجم أبو داود للحديث المذكور بأن لا تخصيص.
أخبرني العماد أبو بكر بن إبراهيم بن العز الفرضى رحمه اللَّه، أنا عبد اللَّه بن الحسين الأنصاري، وأبو بكر بن محمد، وزينب بنت يحيى السلميان، قال الأول: أنا عثمان بن علي، وقال الآخر: أن كتب إلينا عبد الرحمن بن مكي. قالا: أنا السلفي، قال الأول: إجازة، والثاني سماعا، أنا أبو الحسن مكي بن منصور، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن، أنا أبو علي محمد بن أحمد الميداني، ثنا محمد بن يحيى الذهاب، ثنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، حدثني عمارة بن خزيمة بن ثابت، أن عمه وهو من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حدثه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ابتاع فرسا من أعرابي، فاستتبعه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليقبضه ثمن فرسه، فأسرع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يعترضون الأعرابي، ويساومونه الفرس، حتى زاد بعضهم في السوم على الثمن الذي ابتاع به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الفرس، ولا يشعرون أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ابتاعه، فنادى الأعرابي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن كنت مبتاعا [هذا] الفرس فابتعتَهُ وإلا بعته، فقام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حين سمع الأعرابي فقال:"أوَلَيْسَ قَدِ ابْتَعْتُة مِنْكَ؟ " فقال الأعرابي: لا واللَّه ما بعتكه، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم:"بَلَى قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ" فطفق الناس يلوذون بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وبالأعرابي، وهما يتراجعان، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا