للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأرض أسمعتم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إِنَّا مَعَاشِرَ الأنْبِيَاءِ لَا نُوَرُث مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ"؟ فقالوا: اللهم نعم (١).

هكذا أخرجه النسائي. وقد أخرجه أحمد عن سفيان بن عيينة بلفظ "إنا لا نورث" (٢) وهو في الصحيحين من طرق أخرى عن الزهري بحذف "إنا" وكذا في السنن الثلاثة (٣).

وحاصل هذا أن الخبر لم يوجد بلفظ "نحن" ووجد بلفظ "إنا" ومفادهما واحد، فلعل من ذكره ذكره بالمعنى واللَّه أعلم.

قوله (مسألة أبنية الجمع لاثنين [إلى أن قال] (فإن كان له أخوة) والمراد أخوان، واستدلال ابن عباس بها ثم قال ([قال] ابن عباس: ليس الأخوان أخوة، وعورض بقول زيد) يعني ابن ثابت (الأخوان أخوة).

أخبرنا بذلك من قصة ابن عباس وزيد الشيخ أبو الفرج بن حماد رحمه اللَّه إذ نا مشافهة أنا أبو الحسن علي بن الحسن أنا أبو الحسن علي بن أحمد عن أبي سعد الصفار أنا أبو القاسم المستملي أنا أبو بكر أنا شبابة بن سوار عن ابن أبى ذئب عن شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه دخل على عثمان رضي اللَّه عنه فقال: إن الأخوين لا يردان الأم عن الثلث، فإن اللَّه سبحانه يقول: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ} والأخوان ليسا بأخوة بلسان قومك، فقال عثمان: لا أستطيع أرد أمرًا توارث عليه الناس وكان قبلي ومضى في الأمصار (٤).

هذا موقوف حسن، رجاله رجال الصحيح إلا شعبة بن دينار مولى ابن


(١) رواه النسائي في الفرائض من الكبرى كما في تحفة الأشراف (٨/ ١٠٤).
(٢) رواه أحمد (١٧٢).
(٣) رواه البخاري (٣٠٩٤) ومسلم (١٧٥٧) وأبو داود (٢٩٦٣) والترمذي (١٦١٠) والنسائي (٧/ ١٣٥ - ١٣٦).
(٤) رواه البيهقي (٦/ ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>