سائغ، فتوافق رواية أبي عاصم، ولولا هذا الاختلاف لكان هذا الحديث على شرط الصحيح، فإن مسلمًا أخرج لصفوان بن عبد اللَّه. واستفدنا من هذه القصة تأخر وقوعها بعد نزول هذه الآية، لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قطع المخزومية التي سرقت، وذلك بعد فتح مكة كما ثبت في مسلم وصفوان بن أمية إنما أسلم بعد ذلك. ووقع في رواية أبي عاصم مخالفة أيضًا في المتن، فإن غيره عن مالك قال في روايته: فركب صفوان إلى المدينة فدخل المسجد فذكر القصة، وهو ظاهر في أن المراد بالمسجد مسجد المدينة بخلاف رواية أبي عاصم، ويمكن تأويلها بأن قوله رجع أي شرع في الرجوع.
قوله:(وآية الظهار في سلمة بن صخر).
قلت: تعقبه من تكلم عليه وأطبقوا على تغليظه، وقالوا: إن آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت وزوجته خولة، كما رواه أبو داود وغيره. وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس قال: كان أول ظهار في الإسلام بين أوس بن الصلت وامرأته انتهى (١).
وليس يبعد ما قاله المصنف. وذلك ظاهر من سياق حديث سلمة بن صخر.
وبالسند الماضى إلى الدارمي ثنا زكريا بن عدي ثنا عبد اللَّه بن إدريس ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو (ح).
وأخبرنا به عاليًا أبو هريرة بن الذهبي وخديجة بنت إبراهيم الدمشقيان سماعا عليها وإجازة من الأول قالا أنا القاسم بن أبي غالب قال الأول سماعا والأخرى إجازة إن لم يكن سماعا عن أبي الوفاء العبدي أنا أبو الخير الباغبان أنا أبو عمرو بن أبي عبد اللَّه بن منده أنا أبى أنا خيثمة بن سليمان ثنا الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون ثنا ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن
(١) حديث نزول آية الظهار رواه أبو داود (٢٢١٤ و ٢٢١٥) وحديث ابن عباس رواه الطبراني (١١٦٨٩) وسيأتيان.