للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالوُا، يَا عِبَادي إِنَّكُمُ الذينَ تُخْطئُونَ باللَّيْلِ والنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا أُبَالِي فَاسْتَغْفِروُني أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَاديَ كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادي كُلُّكُم عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُوني أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادي لَوْ أَنَّ أَوَلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلى أَفْجر قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُم لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكي شَيْئًا، يَا عِبادَي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكم وآخركُمْ وَإِنْسَكم وجِنَكُمْ قامُوا فِي صَعيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوني فَأَعْطَيتُ كُلًّا مِنْكُمْ مَا سَأَلَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكي شَيئًا إِلَّا كَمَا يَنْقصُ البحْرُ إِنْ يُغْمَسْ فيه المخَيطُ غَمْسَةَ وَاحِدةً، يَا عِبَادي إِنَّما هِيَ أَعْمالُكمْ أَحْفظُهَا عَلَيْكُمْ، ثُمَّ أُوَفُيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّه، وَمَنْ وَجَد غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلومَنَّ إِلَّا نَفسَهُ".

قال سعيد بن عبد العزيز: كان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.

هذا حديث صحيح.

أخرجه مسلم عن أبي بكر الصغاني عن أبي مسهر (٢٠٤).

فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين.

ووقع عنده من الزيادة حيث أخرجه عن الدارمي عن مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز به: "يَا عِبَادي كُلُّكُم ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ اسْتَهِدُوني أَهْدِكُمْ" وفيه من الزيادة أيضا "يَا عِبَادي إِنَّكُمْ لَنْ تَبلغُوا نَفعي فَتَنْفعوني وَإِنَّكُمْ لَنْ تَبْلغُوُا ضَريِّ فَتَضُرُّوني" وقد وقعت لنا هذه الزيادة الأولى من وجه آخر.

أخبرني أبو الفرج بن حماد، أنا الحسن بن قريش، أنا أبو الفرج بن نصر، أنا أبو الحسن الجمال في كتابه، أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم في


(٢٠٤) رواه مسلم (٢٥٧٧) ورواه أحمد (٥/ ١٥٤ و ١٦٠) والبخاري في الأدب المفرد (٤٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>