قرأت على أم الحسن بنت المنجا، عن سليمان بن حمزة، أنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد، أنا أبو جعفر الصيدلاني، قرئ على فاطمة الجوزذانية ونحن نسمع، أن محمد بن عبد اللَّه التاجر أخبرهم، أنا الطبراني، أنا أحمد بن حماد، نا سعيد بن عفير (ح).
وأنا أحمد بن علي بن محمد بن أيوب بن رافع الدمشقي مكاتبة منها، أنا أحمد بن علي بن الحسن الهكاري، عن فضل اللَّه بن عبد الرزاق الجيلي، أنا أبو الفتح بن شاتيل، أنا أبو غالب الباقلاني، أنا أحمد بن عبد اللَّه المحاملي، نا أبو بكر محمد بن محمد بن مالك، نا أبو الأحوص محمد بن الهيثم -وسياق الحديث له-، نا سعيد بن عفير، نا يحيى بن فليح بن سليمان المدني، عن ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أن الشراب كانوا يضربون على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالأيدي والنعال والعصي، فكان الأمر على ذلك حتى توفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكانوا في خلافة أبي بكر رضي اللَّه عنه أكثر منهم في عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال أبو بكر: لو فرضنا لهم حدا، فتوخى نحوا مما كان في عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجلدهم أربعين، حتى توفي أبو بكر، ثم كان عمر فجلدهم أربعين كذلك، ثم شرب رجل من المهاجرين الأولين، فأراد عمر أن يجلده، فقال: لم تجلدني؟ بيني وبينك كتاب اللَّه، قال: وفي أي كتاب اللَّه تجد أن لا أجلدك؟ قال: فإن اللَّه عز وجل يقول في كتابه {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية فأنا من الذين آمنوا وعَملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا، ثم اتقوا واحسنوا، شهدت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بدرا وأحدا والخندق والمشاهد، فقال عمر: ألا تردون عليه؟ فقال ابن عباس: إن هذه الآيات أنزلت عذرًا للماضين وحجة على الباقين، فعذر للماضين أنهم لقوا اللَّه قبل أن تحرم الخمر، وحجة على الباقين، إن اللَّه تعالى قال {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} الآيات. فإن كان من الذين آمنوا واتقوا فليجتنب الخمر، فإن اللَّه تعالى نهى