للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر أبو سهل الزجاجي (١) في الحجج (٢) اختلافًا بين (٣) أصحابنا:

عند أبي يوسف رحمه الله (٤): إنه (٥) على الفور.

وعند محمد والشافعي رحمهما الله: على التراخي.

وروى عن أبي حنيفة رحمة الله عليه مثل قول أبي يوسف رحمه الله.

وذكر محمد بن شجاع الثلجي (٦) عن أصحابنا أنه يجب في أول الوقت وجوبًا موسعًا.

وهو قول بعض أصحاب الحديث.

وتفسير وجوب الموسع عندهم أنه يجب في أول أوقات الإمكان، حتى إنه كل متى أدي في أي وقت يقع واجبًا، ولا يأثم بالتأخير إلى آخر العمر. فأما إذا (٧) كان غالب ظنه الموت إما بسبب المرض أو بسبب الهرم فإف يتضيق عليه الوجوب، حتى لو مات يأثم بتركه عن ذلك الوقت.


(١) أبو سهل الزجاجي بضم الزاي وفتحها نسبة إلى عمل الزجاج. تفقه على أبي الحسن الكرخي وتفقه به أهل نيسابور من الحنفية، له كتاب الرياض ودرس عليه أبو بكر الرازي. كان قوي النفس حسن الجدل. تارة يذكر بالغزالي وتارة بالفرضي وتارة بالزجاجي. (الجواهر، ٢: ٢٥٤. وتاج التراجم ص ٨٨).
(٢) في ب كذا: "الحج".
(٣) في ب: "عن".
(٤) "رحمه الله" من (أ) و (ب).
(٥) "أنه" من ب.
(٦) في أ: "الشجاع" وفي ب كذا: "ابن شجاع البلخي". وهو محمد بن شجاع أبو عبد الله الثلجي نسبة إلى ثلج. ابن عمرو بن مالك بن عبد مناف وليس إلى بيع الثلج. ويقال البلخي وغلطه القرشي في الأنساب وقال إنه تصحيف. من أصحاب الحسن بن زياد. وكان فقيه أهل العراق في وقته. مات سنة ٢٦٦ هـ. روى عنه يحيى ابن آدم ووكيع وقرأ على اليزيدي وروى عن ابن علية. وله كتاب المناسك وكتاب تصحيح الآثار وكتاب النوادر وكتاب المضاربة وكتاب الرد على المشبهة وله ميل إلى مذهب المعتزلة (ابن قطلوبغا، تاج التراجم. واللكنوي، الفوائد. والقرشي، الجواهر).
(٧) كذا في ب. وفي الأصل: "فإذا". وفي أ: "وإذا".