للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأعضاء لكن كل فرد لا يقبل المعنى الذي وضح له اسم "الإنسان" (١).

وقولنا: المعنى الخاص - احتراز (٢) عن الاسم المشترك (٣) بلفظ الجمع كقولنا "العيون" فإنه كل مشتمل على أفراد مختلفة المعنى، فإن العين قد يراد به العين الباصرة والركية (٤) والشمس والصامت (٥) ونحو ذلك. ومعانيها مختلفة حتى إذا تساوى الأفراد في قبول كل معنى منها خاص، فالاسم (٦) في حق ذلك عام كقولنا "قرت العيون".

وقولنا: المعنى الخاص الذي وضح له اللفظ (٧) لغة - فإن في قولنا "إنسان" وجود الاشتمال على أفراد متساوية في قبول معنى الوجود والشيئية ومعنى الجزئية والبعضية ولا يكون عامًا, لأن هذه المعاني ليست مما وضح له لفظ "الإنسان" لغة (٨).

وقولنا: بحروفه - احتراز عن لفظ الرجال وكل لفظ موضوع للجمع. فإن لفظ الرجال وضح في اللغة لمعنى الجمع وكل فرد من أفراد الرجال لا يقبل معنى الجمع فلا يسمي، كل فرد (٩) رجالا، ولفظ الرجال اسم عام


(١) الإنسان الكائن الحي المفكر. وإنسان العين ناظرها - وإنسان السيف والسهم حدهما. والإنسان الراقي ذهنًا وخلقًا. والإنسان المثالي الذي يفوق العادي بقوى يكتسبها بالتطور (المعجم الوسيط). وانظر العبارة بعد التالية.
(٢) في الأصل و (ب): "احترازًا".
(٣) في ب كذا: "المشتل".
(٤) الركية: البئر لم تطو (المعجم الوسيط).
(٥) الصامت من المال الذهب والفضة (المعجم الوسيط). وانظر السرخسي، الأصول، ١: ١٢٦ حيث قال: "مثل اسم العين: فإنه للناظر ولعين الماء وللشمس وللميزان وللنقد من المال وللشئ المعين لا على أن جميع ذلك مراد بملطلق اللفظ ولكن على احتمال كون كل واحد مرادًا بانفراده عند الإطلاق". البزدوي والبخاري عليه، ١: ٣٧ - ٣٨.
(٦) في ب: "والاسم".
(٧) "اللفظ" ليست في ب.
(٨) راجع فيما تقدم الهامش ١.
(٩) كذا في ب. وفي الأصل: "فلا يسمى زايد كل فرد". والظاهر أن كلمة "زايد" هذه زائدة.