للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عامتهم (١): هذا إذا لم يكن ثمة (٢) معهود. وأما (٣) إذا كان ثمة (٤) معهود يصرف (٥) إليه:

[فـ] (٦) قال بعض أهل التحقيق منهم: إنه يصرف إلى الاستيعاب واستغراق الجنس (٧) في الفصلين، إلا إذا كان لا يمكن لقيام الدليل الزائد.

وقال أبو علي الفسوي (٨) من النحويين في لفظ الجمع والفرد إذا دخله لام التعريف: إنه ينصرف إلى مطلق الجنس لا إلى كل الجنس.

وهو قول أبي هاشم (٩) من المعتزلة في قول.

وفي قول عنه: فرق بين الاسم الفرد والجمع، فقال: في الفرد يصرف إلى مطلق الجنس من غير استيعاب، وفي لفظ الجمع يحمل على مطلق


(١) في ب: "بعضهم".
(٢) في ب: "ثم".
(٣) في ب: "أما".
(٤) في ب: "ثم".
(٥) في ب: "ينصرف".
(٦) في ب: "وقال".
(٧) "واستغراق الجنس" ليست في ب.
(٨) هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفارسي النحوي. ولد سنة ٢٨٨ هـ بمدينة فسا من أعمال فارس وإليها ينسب فيقال "الفسوي". واشتغل ببغداد ودخل إليها سنة ٣٠٧ هـ. وكان إمام وقته في علم النحو. وأقام بحلب عند سيف الدولة بن حمدان مدة، وكان قدومه إليها سنة ٣٤١ هـ. وجرت بينه وبين أبي الطيب المتنبي مجالس. ثم انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة وقويت منزلته عنده حتى قال عضد الدولة: أنا غلام أبي على الفسوي في النحو. وصحب له كتاب "الإيضاح" و"التكملة في النحو" وكتاب "التذكرة" وكتاب "المقصور والممدود" وكتاب "الحجة في القراءات" وله كتب أخرى كثيرة. وكان متهمًا بالاعتزال. وتوفي سنة ٣٧٧ هـ ببغداد (ابن خلكان). وقال أحمد أمين في ظهر الإسلام (٤: ٦١): كان أبو علي الفارسي وتليذه ابن جني من المعتزلة وكان أبو علي يدعو إلى القياس في اللغة ويقول: ما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم.
(٩) راجع ترجمته فيما تقدم في الهامش ١ ص ١٤٦.