للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بعضهم: لا يكون، لما ذكرنا أن الحقيقة ما وضعه واضع اللغة بوضع أصلي، والمجاز ما وضعه واضع اللغة بوضع طارئ، وأما اللقب فهو (١) اسم يضعه المرء لتعريف (٢) ذات (٣) من الذوات على التعين (٤)، بدون وضع أهل اللغة ووضع الشرع. أما وضع اللغة الاسم [فـ] لذات مخصوص ومعنى خاص، أو لمعنى مخصوص على الإطلاق، لا على التعين (٥)، حتى يكون الاسم حقيقة في مثل ذلك الذات وفي اللقب بخلافه، واتصاف اللفظ بكونه حقيقة ومجازاً يكون تبعاً لكونه موضوعاً، فإذا لم يكن بوضع أهل اللغة، [فـ] لا يجوز اتصافه بالحقيقة والمجاز.

وقال عامتهم بأنه يدخل الحقيقة والمجاز في أسماء الألقاب. لأن أهل اللغة وضعوا هذه الأسماء لأولادهم ولدوابهم ثم اتبعهم غيرهم في إطلاق تلك (٦) الأسماء وأمثالها. ولهذا سمي بغل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "دلدل" وحماره "يعفور" (٧)، وسمي سيف علي رضي الله عنه "ذا الفقار" (٨)، ونحو ذلك - إلا أنها أسماء أعيان مخصوصة لا أسماء جنس ونوع. وكذا العرب: سمى (٩) بعضهم ولده "كلباً" وبعضهم "نمراً" و "تولباً" (١٠) و "ثعلباً" (١١) و "ذئباً" ونحوها. وكذا المجاز: يجري فيها، فإن اسم اللقب


(١) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "إنما هو".
(٢) في ب: "ليعرف".
(٣) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "الذات".
(٤) في (أ) و (ب): "التعيين".
(٥) في (أ) و (ب): "التعيين".
(٦) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "ذك".
(٧) اليعفور ظبي لأنه كلون العفر (وجه الأرض - التراب). ولد البقرة الوحشية - انظر فيه وفي دلدل: القاموس والمغرب.
(٨) "ذا الفقار" كذا في أ. وفي الأصل: "ذو الفقار". وفي ب: "يعفور وسيفه ذو الفقار".
(٩) في ب: "يسمي".
(١٠) التولب ولد الأتان من الحمار الوحشي إذا استكمل الحول. الجحش (المعجم الوسيط).
(١١) "وثعلباً" ليست في ب.