للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متى اشتهر في شخص وفيه معنى لازم مشهور، يطلق اسمه الوضوع لقباً على من يساويه في ذلك المعنى، كما يسمى السيف القطوع (١) "ذا الفقار". وفي السلف من (٢) اشتهر من أصحاب الحديث ولقب بغنجار (٣)، ثم يطلق على من بعده لمشابهة بينهما في ضبط الحديث والعدالة (٤). ويقال: فلان "عمر بن عبد العزيز" تشبيهاً به في العدل والإنصاف، وفلان "أبو ذر الغفاري" تشبيهاً به في الزهد، وفلان "عبد الله بن سلول" إذا اشتهر في النفاق تشبيهاً به (٥) - وهذا من باب المجاز.

فثبات أن ما قالوه مخالف لعرف الناس.

مسألة - الحقيقة والمجاز (٦) هل يجوز أن يرادا (٧) بلفظ واحد في حالة واحدة؟

فقد ذكرنا الخلاف فيه.

مسألة - المجاز (٨) له عموم، كما للحقيقة (٩)، على ما ذكرنا.

مسألة - القياس هل يجري في الألفاظ اللغوية، كما يجري في الأحكام الشرعية؟

اختلفوا فيه:


(١) في أكذا: "التطوع".
(٢) في (أ) و (ب): "وفي السلف كان رجل اشتهر".
(٣) غنجار بالضم. كأنه صعرب غنجه آر. لقب عيسى بن موسى التيمى البخاري: صدوق. روى عن مالك والسفيانين والليث. وعنه ابن المبارك وغيره. وتوفي سنة ١٨٥ هـ. قيل، لقب بذلك لحمرة وجنتيه. ولقب به أيضاً محمد بن أحمد البخاري المحدث المتوفى سنة ٤١٢ هـ.، لطلبه حديث غنجار المقدم ذكره. وغنجار بالفتح مسحوق لزينة النساء (راجع القاموس وتاج العروس. والمعجم الذهبي: فارسي - عربي).
(٤) "في ضبط الحديث والعدالة" من (أ) و (ب).
(٥) "وفلان عبد الله ... به" ليست في أ.
(٦) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "المجاز والحقيقة".
(٧) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "يراد".
(٨) كذا في ب. وفي الأصل: "ومنها: المجاز". وانظر الهامش التالي.
(٩) في أ: "إن المجاز له عموم كالحقيقة".