للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكلب العقور، فيعضك". ويقال: "لا تمازح اللئيم، فيجترئ عليك". وقال الله تعالى: "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" (١). وقال تعالى (٢): "إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق" (٣). وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سها فسجد. وأن ماعزاً زنى فرجم. ونحو ذلك. ولا يقال إنه يدخل على الشرط والجزاء نحو قوله: "إن دخلت الدار فأنت طالق" لأنا نقول إن الشرط علة استحقاق الجزاء، وهو شرط الوجود، فدخول الدار شرط وقوع الطلاق، وهو علة استحقاق الطلاق على ما عرف في موضعه.

وأما الاستدلال فنوعان: صحيح، ومختلف فيه.

أما الذي هو صحيح:

- فالاستدلال بالتأثير. ونعني به أن يكون لجنس وصف الأصل تأثير في جنس حكم الأصل في موضوع (٤) الشرع، إما بالنص أو بالإجماع، من حيث الأصل، وإن (٥) كان بينهما نوع تفاوت، من حيث القدر والوصف. لأنه إذا كان مثله من كل وجه، لثبوت مثل هذا الحكم، يكون هذا الوصف علة بالنص والإجماع (٦)، لا بالاستدلال. ودلالة ذلك أن العلة ما يثبت لي "الحكم، ويكون لها تأثير في ثبوت الحكم بطريق التسبيب، وإن كان المثبت للأحكام هو الله تعالى على ما ذكرنا.

ولهذا، إن العلة في العقليات ما تكون مؤثرة في ثبوت الحكم، كالحركة: علة لثبوت الذات القائمة به متحركاً (٧)، وكالسواد علة لصيرورة الذات


(١) سورة المائدة: ٣٨.
(٢) "تعالى" عن ب.
(٣) سورة المائدة: ٦.
(٤) كذا في ب. وفي الأصل: "في موضع".
(٥) كذا في ب. وفي الأصل: "فإن".
(٦) "والإجماع" عن ب.
(٧) كذا في ب. وفي الأصل: "القابم متحركاً".