للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعلم علة صيرورة (١) الذات القائم (٢) به عالماً (٣). وهذا لما ذكرنا أن العلة ما يثبت به الحكم، والمثبت في الحقيقة هو الله تعالى في الحقائق والحكميات جميعاً، فإن الجاعل للذات متحركاً هو الله تعالى، ولكن بسبب الحركة. والمثبت للمك في البيع هو الله تعالى (٤)، لكن بسبب البيع - فدل أن الحقائق والشرعيات لا تختلف في هذا المعنى. ثم العلة في الحقائق تثبت بالطرد والعكس، فكذا في الحكميات.

ولا يقال: إن (٥) في الحقائق لا يكتفى بمجرد الطرد والعكس، بل (٦) يشترط مع ذلك أن يستحيل إضافة الحكم إلى غير ذلك الوصف، فإنه يستحيل إضافة كون الذات متحركاً إلى صفة من صفات الذات سوى الحركة. وفي الشرعيات لا يستحيل إضافه ذلك (٧) الحكم إلى غير ذلك الوصف من أوصاف المنصوص عليه، فكيف يقاس الحكمي على الحقيقي؟ لأنا لا نسلم أن ما وراء الطرد والعكس شرط في معرفة الحد والحقيقة في العلل العقلية.

ويمكن تخريج الإشكالات الواردة عليه، على ما يعرف في مسائل الكلام إن شاء الله تعالى (٨).


(١) كذا في ب. وفي الأصل: "فالعلم صيرورة".
(٢) في ب: "القائمة"
(٣) كذا في ب، وهامش الأصل تصحيحاً. وفي متن الأصل: "علما".
(٤) "ولكن بسبب الحركة ... الله تعالى" ليست في ب.
(٥) "إن" من ب.
(٦) في ب: "لكن".
(٧) "ذلك" ليست في ب
(٨) "ويمكن تخريج ... تعالى" من ب.