للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنه معلول، إلا إذا اتفقوا على كونه معلولا (١)، مع اختلافهم في الوصف الذي هو علة، كما في النص الوارد في باب الربا، وهو قوله عليه السلام: "الحنطة بالحنطة" (٢): اتفقوا (٣) أنه معلول. ولكن عندنا: العلة (٤) وصف كونه مكيلا. وعند الشافعي رحمه الله: وصف (٥) كونه مطعونًا. وعند مالك رحمه الله: كونه مقتاتًا (٦).

وجه قول الأولين: إن الحكم ثابت بظواهر النصوص، وبالتعليل يتغير حكم النص من حيث الظاهر، فإن في قوله عليه السلام: "الحنطة بالحنطة، مثلا بمثل، يدًا بيد، والفضل ربا" (٧) حكم النص: حرمة فضل الحنطة على الحنطة في البيع، وبالتعليل يتغير ويصير حكم النص هو حرمة بيع (٨) المكيل بالمكيل في الجنس متفاضلا (٩)، سواء كان حنطة (١٠) أو غيرها. هذا عندنا - وعند الشافعي رحمه الله، حرمة بيع المطعوم لي المطعوم متفاضلا سواء كان حنطة أو غيرها (١١). وإذا كان


(١) "معلولا" ليست في ب.
(٢) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء، يدًا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد" رواه مسلم (ابن حجر، في بلوغ المرام، رقم ٦٩٦، ص ١٢٥ وانظر أيضًا رقم ٧٠٠ ص ١٢٦). ورجع فيما تقدم الهامش ١٣ ص ٢٦٦ و ١٠ ص ٤٩٥.
(٣) "اتفقوا" مكتوبة في الأصل في الهامش على أنها تصحيح.
(٤) في ب: "العلة عندنا".
(٥) "وصف" ليست في ب
(٦) كذا في ب. وفي الأصل: "مقياتًا". والقوت ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام. وقات الرجل قوتًا أطعمه ما يمسك الرمق. وأقاته أعطاه قوته. واقتات الشيء جعله قوتًا. والقائت من العيش ما فيه الكفاية. (المعجم الوسيط).
(٧) راجع فيما تقدم الهامش.
(٨) "بيع" جاءت في الأصل في الهامش على أنها تصحيح.
(٩) "متفاضلا" من ب.
(١٠) في ب: "كانت الحنطة".
(١١) "هذا عندنا ... أو غيرها" من ب.