للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- أما الكتاب فقوله تعالى (١): "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه" (٢) - أخبر الله تعالى أن من شرح صدره للإسلام، من غير صنع العبد، فهو على نور من ربه (٣). والنور الذي به يحصل انشراح الصدر بالإسلام، من غير واسطة (٤) صنع العبد، ليس إلا الإلهاء. وقال الله (٥) تعالى: "أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس" (٦)، وإحياء الله تعالى قلب الآدمي بالإيمان وتنويره بالهدي، ليس إلا الإلهام من الله تعالى.

- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالي". والفراسة ما يظهر للمرء في قلبه بلا نظر واستدلال. ولما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لوابصه لا بن معبد (٧)، وقد سأله عن البر والإثم: "ضع يدك على صدرك: فما حك في قلبك فدعه، وإن أفتاك الناس وأفتوك".

- وأما دلالة الإجماع: فإن من (٨) اشتبهت عليه القبلة، فصلى، بغير تحر (٩)، بقلبه، للقبلة (١٠): [فـ] إنه لا تجوز صلاته (١١). وإن (١٢) صلى بالتحري أجزأته. وعلى أصلكم: إذا صلى بالتحري تجزئه (١٣) وإن خالف جهة


(١) كذا في ب: "أما الكتاب فقوله تعالى". وفي الأصل: "الإجماع، قال الله تعالى".
(٢) سورة الزمر {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.
(٣) "أخبر الله تعالى ... نور من ربه" ليست في ب.
(٤) "واسطة" ليست في ب.
(٥) "الله" ليست في ب.
(٦) سورة الأنعام: ١٢٢: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
(٧) وابصة بن معبد بن الحارث بن مالك من بني أسد بن خزيمة. وفد علي النبي على الله عليه وسلم سنة تسع ثم رجع إلى بلاد قومه. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن صحابته. سكن الكوفة ثم تحول إلى الرقة ومات بها. (ابن حجر، تهذيب التهذيب. وابن عبد البر، الاستيعاب).
(٨) "من" ليست في ب.
(٩) في ب كذا: "تحري".
(١٠) "للقبلة" ليست في ب.
(١١) في ب: "لا يجوز له الصلاة".
(١٢) كذا في ب. وفي الأصل: "وإذا".
(١٣) في ب كذا: "احراه".