قال المصنف في " شرح مسلم ": وهو بالمد والقصر، ويقال بحذف الياء الأولى، ثم في هذه الرواية محذوف تقديره: أتي بقدحين، فقيل له: اختر أيهما شئت كما جاء مصرحا به. وقد ذكره مسلم في كتابه " الإيمان " أول الكتاب، فألهمه الله تعالى اختيار اللبن لما أراد سُبْحَانَهُ وَتَعالى مِن توفيق أمته واللطف بها، فلله الحمد والمنة. قول جبريل إن اللبن كان كذا، أو اختار الخمر كان كذا. وأما الفطرة فالمراد بها هنا: الإسلام والإستقامة كذا في كتاب الأشربة، وفي باب الإسراء منه معناه، والله أعلم: اخترت علامة الإسلام الاستقامة، وجعل اللبن علامة لكونه سهيلا طيبا طاهرا سائغا للشاربين. وأما الخمر فإنه أم الخبائث وجالبة لأنواع الشر في الحال والمال، والله أعلم. (*)