البخاري على شهرة القاسم لصحبتة عمّته وكثرة روايته عنها، وهي التي تولت تربيه بعد موت أبيه حتى ماتت وقال: وهذا الحديث مشهور عن عائشة من طريق آخر أخرجه أحمد والنسائي في " الكبرى " عنها قالت: دخلَ علي ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بدئ فيه - تعني بالوجع - فقلت: وارأساه، فقال: وددت لو كان ذاك وأنا حي فهيأتك ودفنتك، فقلت: عن لي كأني بك في ذلك اليوم عروسا ببعض نسائك، أنا وارأساه، لدعي لي أباك وأخاك، وأخرجه مسلم مقتصرا منه على قوله: اددعي لي أباك وأخاك ... إلى آخر الحديث، ولم يذكر ما قبله. (١) رواه البخاري تعليقا فقال: وقال ابن زريع - وهو يزيد - عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن أمه حفصة بنت عمر ضري الله عنهما قالت سمعت عمر يقول ... الخ. قال الحافظ في " الفتح ": وصله الإسماعيلي عن إبراهيم بن هاشم عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع به، ولفظه عن حفصة قالت: سمعت عمر يقول: اللهم قتلا في سبيلك، ووفاة ببلد نبيك، قالت: فقلت: وأنى يكون هذا؟ قال: يأتي به الله إذا شاء. اهـ. ورواه البخاري مسندا عن يحيى بن بكير عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم عن عمر رضي الله عنه قال: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك " ... وقال الحافظ قي " الفتح ": وأما أثر عمر، فذكر ابن سعد سبب دعائه بذلك، وهو ما أخرجه بإسناد صحيح عن عوف بن مالك أنه رأى رؤيا فيها عن عمر شهيد مستشهد، فقال لما قصها عليه: أنى لي بالشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب لست أغزو الناس حولي، ثم قال: بلى يأتي بها إن شاء. (*)