(٢) قوله " من ال يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ " قال الكرماني: بالرفع والجزم في اللفظين. وقال القاضي عياض: أكثرهم ضبطوه بالرفع على الخبر. وقال أو البقاء: الجيد أن يكون " من " بمعني الذي، فيرتفع الفعلان، وإن جعلت شرطا لفعلهما جاز. وقال السهيلي: محمله على الخبر أشبه بسياق الكلام لأنه مردود على قول الرجل: إن لي عشرةً من الولد، أي الذي يفعل هذا الفعل لا يرحم، ولو جعلت شرطا لا نقطع مما قبله بعض الانقطاع، لأن الشرط وجوابه كلام مستأنف، ولأن الشرط إذا كان بعده فعل منفي فأكثر ما ورد منفيا ب " لم " ب " لا "، كقوله: ومن لم يتب. قال الطيبي: لعل وضع الرحمة في الأول للمشاكلة، فإن المعني: من لم يشفق على الأولاد لا يرحمه الله، وأتى بالعام لتدخل الشفقة أو لويا. اهـ. (٣) قال ابن علاّن: هذا الحديث أخرجه الحافظ البخاري في " صحيحه " في آخر " باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم " وفي آخره: قال البراء: فدخلت مع أبي بكر على أهله، فإذا ابنته عائشة مضطجعة قد أصابتها حمى، فرأيت أباها يقبل خدها، وقال: كيف أنتِ يا أبنته؟ قال ابن علاّن: وكأن وجه الاقتصار على العزو لتخريج أبي داود أنه بين أن ذلك وقع أول مقدم التبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ورواية الصحيح ساكتة عن ذلك، وإلا فلا يظهر وجه ترك العزو للصحيح والاقتصار على العزو للسنن، والله أعلم. (٤) وهو حديث حسن. (*)