وذكر في باب "كريمة" بفتح الكاف وكسر الراء المهملة جماعة من النسوان، وفاته:
أم الفضل كريمة ابنة الشيخ الأمين أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشية الزبيرية: سمعت من أبي محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني وأبي يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، وأبي الندى حسان بن تميم بن نصر الزيات وأبي الحسن علي بن مهدي الهلالي ووالدها: أبي محمد عبد الوهاب وغيرهم، وأجاز لها جماعة من الأصبهانيين والبغداديين منهم الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم الثقفي وأبو الخير الباغبان والفقيه أبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي وأبو الوقت السجزي وغيرهم، وحدثت دهرا طويلا. سمع منها جماعة من الحفاظ منهم أبو الحجاج يوسف ابن خليل الدمشقي وذكرها في معجمه، وأبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار ومحمد بن يوسف البرزالي، وهي من بيت مشهور بالعدالة، معروف بالرواية. كان عمها الحافظ أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي من الحفاظ الأثبات، والأئمة الثقات. سمع الكثير، وكتب عن الجم الغفير، وهو من أئمة هذا الشأن، موصوف بالمعرفة والإتقان، ووالدها أحد العدول والأمناء، وأخوها من الرؤساء الكبراء. سمعت منها كثيرا، وأخذت عنها علما غزيرا، وكانت من النساء الصالحات، إذا قرئ عليها الحديث وجاء ذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- ترفع صوتها بالصلاة عليه، وتسيل دموعها عند ذكره شوقا إليه، مولدها تقديرا سنة "خمس أو ست وأربعين وخمسمائة". وتوفيت ليلة الأحد الرابع عشر من جمادى الآخرة سنة "إحدى وأربعين وستمائة" بدمشق ودفنت صبيحته بسفح قاسيون.
وأم الخير كريمة بنت أبي صادق عبد الحق بن هبة الله بن ظافر بن حمزة القضاعي: سمعت من أبي الطاهر إسماعيل بن قاسم الزيات وروت عنه. سمعت منها، وكان والدها من أهل هذا الشأن، معروفا بالمعرفة والإتقان، سمع الكثير وكتب عن الشيوخ وخرج لهم. وتوفيت في منتصف ذي الحجة من سنة "إحدى وأربعين وستمائة" بمصر.