وذكر في باب "حبيش" بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وبعدها شين معجمة، وفاته:
الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يوسف الأنصاري المزني المعروف بابن حبيش: أحد العلماء بالأندلس. سمع من أبي محمد عبد الحق بن غالب، وأبي محمد الرشاطي عبد الله بن علي وغيرهما، وسمع بقرطبة من أبي الحسن يونس بن محمد بن مغيث ومن قاضي الجماعة أبي عبد الله محمد بن أصبغ وغيرهما، وجمع وصنف وحدث وانتفع به جماعة. وابن حبيش الذي عرف به هو خاله، مولده بالمرية في نصف رجب سنة "أربع وخمسمائة". وتوفي في رابع عشر صفر سنة "أربع وثمانين وخمسمائة" بمرسية، ذكره الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري في وفياته.
وأبو المشكور مدرك بن أحمد بن مدرك بن الحسين بن حمزة بن الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر البهراني الحموي يعرف بابن حبيش: من بهراء اليمن، شيخ حسن من أهل حماة، من بيت القضاء والخطابة، روى عن أبيه أحمد ابن مدرك، وأجاز له الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي. قدم دمشق مرارا واجتمعت به وقرأت عليه عدة أجزاء بإجازته من السلفي، وسمع منه جماعة من الطلبة وسألته عن مولده فذكر أنه في نصف شهر رمضان سنة "ستين وخمسمائة" بحماة، وتوفي بها في ذي القعدة سنة "ثلاث وأربعين وستمائة".
والشيخ الأديب أبو التمام أسعد بن عبد الرحمن بن الخضر بن هبة الله بن حبيش التنوخي الشروطي: من أهل دمشق وأحد عدولها، له معرفة بكتابة الشروط الحكمية، وعنده أدب وفضل، وله نظم حسن. سمع الحديث من الأمين أبي الفضل إسماعيل بن علي بن إبراهيم الجنزوي، وصحبه مدة، وأخذ عنه كتابة الشروط، وروى لنا عنه، وكتبت عنه شيئا من نظمه. وأخرج الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي عنه في معجمه قطعة من شعره. مولده في شوال سنة "ثمان وخمسين وخمسمائة". وتوفي في ليلة الجمعة ثالث صفر سنة "أربع وثلاثين وستمائة" بدمشق. أنشدني أبو التمام أسعد بن عبد الرحمن لنفسه بدمشق: