[باب الجَوَّانيّ]:
ذكر في باب "الجواني" بالجيم المفتوحة والواو المشددة وبعد الألف نون، جماعة، وأغفل ذكر:
الشريف النقيب العالم النسابة أبي علي محمد بن الشريف أبي البركات أسعد بن علي بن معمر بن عمر بن علي الحسيني الجواني: مولده ليلة الأربعاء سلخ جمادى الأولى سنة "خمس وعشرين وخمسمائة". وتوفي سنة "ثمان وثمانين وخمسمائة" بمصر. قرأ على والده والفقيه أبي القاسم عبد الرحمن بن الجباب، وأبي الطاهر عبد المنعم بن موهوب الواعظ، والأديب أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الكيزاني وحدث عن الفقيه أبي محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير الفرضي وغيره، ولقي بالإسكندرية الحافظ أبا الطاهر السلفي وسمع من جدي الإمام أبي الفتح محمود، وسمع منه جدي -رحمه الله- أيضا، ودخل دمشق وحلب، وحدث بهما روى لنا عنه غير واحد من شيوخنا وله نظم جيد وتصانيف في الأنساب.
والجواني: نسبة إلى الجوانية وهي بفتح الجيم وتشديد الواو وفتحها وبعد الألف نون وياء مشددة، وقيدها بعضهم بالتخفيف، وهي من عمل المدينة من جهة الفرع، وذكر أن الملك الناصر صلاح الدين أبا المظفر يوسف بن أيوب -رحمه الله- وقع له بربعها وأنه نفذ من ينوب عنه فيها. أنشدني جدي لأمي الفقيه العدل أبو منصور يونس بن محمد بن محمد الفارقي -رحمه الله- بدمشق غير مرة، قال أنشدنا الشريف النسابة أبو علي محمد بن أسعد لنفسه من قصيدة يمدح بها شيخنا قاضي القضاة ابا سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون الموصلي بدمشق:
هتفت فمادت بالفروع غصون … وبكت فجادت بالدموع عيون
حسناء أيقظها النسيم وهاجها … منك الغداة تشوق وحنين
مرحت بها قضب الأراكة فانثنى … غصن يميس بها وماد غصون
والظل قد نثر الرذاذ كأنما … فضت لطائمها به دارين
ما لي وما للهاتفات ترنما … يصبو لهن فؤادي المحزون
غردن فاستبكين جفني فانثنى … ذرفا ولم تذرف لهن جفون
أذكرنني الزمن القديم وربما … شجت المتيم أنة ورنين
ولقد حملت من الصبابة والأسى … ما قد ينوء بحمله المجنون
وإذا الفتى علق الهوى بفؤاده … فالصبر شك والغرام يقين
يا صاحبي قفا برامة وقفة … وإن انطوى زمن وخف قطين
واستخبرا فلعل يفصح منزل … عافي المعالم ما يكاد يبين
وهي قصيدة طويلة اقتصرت منها على هذه الأبيات الغزلية.