وذكر في باب "جبويه" و "حيويه" و "حمويه" جماعة وأغفل ذكر:
الشيخ الصالح عبد الواحد بن علي بن محمد بن حمويه الجويني البحير أباذي الصوفي المكنى بأبي سعد: سمع الحديث من أبي بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبي الموفق عبد الباقي ابن أبي الوفاء بن أبي القاسم الهمذاني وأبي منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي وأبي الفضل أحمد بن سعد بن نصر المعروف بابن حمان وغيرهم، وحدث بمكة -شرفها الله تعالى- وبغداد ودمشق. روى لنا عنه جماعة من شيوخنا منهم ابن أخيه شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الله -ويسمى أيضا عبد السلام بن أبي الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه، وهو من بيت الحديث والفقه والتصوف حدث هو وأبوه وجده وجماعة من أهل بيته، وهو عم شيخنا شيخ الشيوخ أبي الحسن المنعوت بصدر الدين مولده في رجب سنة "تسع وعشرين وخمسمائة". واختلف في وفاته: فذكر الحافظ المؤرخ أبو عبد الله بن الدبيثي -رحمه الله- في مذيله أنه توفي بالري في سنة "ثمان وثمانين وخمسمائة" وكذلك ذكر الحافظ أبو محمد عبد العظيم -رحمه الله- في وفياته. ووجدت بخط الإمام أبي القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحلبي -رحمه الله- في حاشية وفيات الحافظ أبي محمد المنذري المذكور ما صورته، قبالة ترجمة أبي سعد المذكور "قال لي ابن أخيه شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه: توفي عمي أبو سعد سنة" خمس وثمانين وخمسمائة ". قلت: وهذا جميعه وهم ظاهر فإن شيخنا أبا طاهر الحسبن بن أحمد بن أبي طاهر التميمي سمع منه مشيخة وجيه بن طاهر بدمشق في سابع عشر المحرم سنة" تسع وثمانين وخمسمائة ". فتحقق حينئذ أن وفاته تأخرت بعد ذلك، والله أعلم. وفاته أيضا ذكر:
ابن أخيه أبي محمد عبد الله: المذكور فإنه بالفضل مشهور، وبالزهد مذكور سمع بدمشق من والده الإمام أبي الفتح عمر وعمه أبي سعد عبد الواحد، المسمى قبل، والإمام المؤرخ أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر، والفقيه أبي المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري والشريف النسابة أبي علي محمد بن أسعد الجواني، وأبي محمد بن الخرقي وأبي الفوارس بن شافع الدمشقي وأبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي وغيرهم، وببغداد من الكاتبة فخر النساء شهدة بنت الإبري، وحدث عنهم، ودخل إلى بلاد المغرب، وأقام بها مدة، وتولى مشيخة الصوفية بدمشق بعد أخيه، وكان فيه فضل ومعرفة، مولده في الرابع عشر من شوال سنة" ست وستين وخمسمائة ". وتوفي يوم الأربعاء خامس صفر سنة" اثنتين وأربعين وستمائة "بدمشق، ودفن يوم الخميس سادسه بمقبرة الصوفية ظاهر باب النصر.
وأغفل ذكر ابن عمه أيضا:
أبي القاسم بن أحمد بن أبي سعد بن حمويه الجويني الصوفي -ويسمى عبيد الله-: وسماه بعض الطلبة عبد الرحمن وبعضهم: عليا وهو بكنيته أشهر، وكان رجلا صالحا. سمع بدمشق من أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وحدث عنه بمصر، سمع منه الحافظ أبو محمد المنذري وغيره بالقاهرة، وتوفي بمشهد الحسين -عليه السلام- في العاشر من شعبان" سنة ثلاث وعشرين وستمائة" ودفن بسفح المقطم.