وذكر في باب "الحصيري" بالحاء المهملة المفتوحة وبعدها صاد مهملة مكسورة وياء معجمة بنقطتين من تحتها ساكنة، جماعة، وفاته:
الفقيه المفتي رئيس أصحاب الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- أبو المحامد محمود بن أحمد بن عبد السيد بن عثمان بن نصر بن عبد الملك البخاري التاجر المعروف بالحصيري: إمام فاضل، تفقه على جماعة ببخارى وغيرهما، وسمع بنيسابور من أبي الفتح منصور بن عبد المنعم بن الفراوي وأبي الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي والإمام أبي سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور بن الصفار وأبي الفضل إبراهيم بن علي بن حمك المغيثي، وغيرهم، وسمع بحلب من الإمام الشريف أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي وغيره، وصنف ودرس وأفتى وحدث، وانتفع به جماعة كثيرة، وكان جامعا للعلم والعمل، كثير التواضع، حسن المعاشرة، سكن دمشق ودرس بها بالمدرسة النورية إلى حين وفاته. لقيته وسمعت منه وسألته عن مولده فكتب لي بخطه حين استجزته "ومولدي في جمادى سنة ست وأربعين وخمسمائة". وتوفي -رحمه الله- في ليلة الثامن من صفر سنة "ست وثلاثين وستمائة" بدمشق، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية، ظاهر باب النصر، وكان الجمع في جنازته متوافرا، وحمله أصحابه الفقهاء. ومولده ببخارى، ووالده يعرف بالتاجري والحصيري: نسبة إلى محلة ببخارى تعمل فيها الحصر، كان ساكنا بها، وقيل غير ذلك، وهو والد الإمام صاحب "التعليقة" في الخلاف. أخبرنا الإمام أبو المحامد المذكور، قراءة عليه وأنا أسمع، بالمدرسة النورية بدمشق أنبأنا الإمام أبو الفضل إبراهيم بن علي بن محمد بن حمك المغيثي النيسابوري بها، قراءة عليه وأنا أسمع، في شهر رجب سنة "ثمان وتسعين وخمسمائة" -مولده سنة ثمان وخمسمائة- قال أنبأنا الإمام أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر بن محمد بن الحسين السيدي، أخبرنا الشيخ الزكي أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر البحيري أنبأنا الإمام أبو علي زاهر ابن أحمد السرخسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي أنبأنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري أنبأنا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: $ "الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" أخبرنا عاليا قاضي القضاة أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، والشيخ المسند أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي في كتابه إليّ من نيسابور غير مرة قالا: أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل السيدي، قال القاضي أبو القاسم: إجازة، وقال المؤيد: قراءة عليه وأنا أسمع. فذكره.