سمع الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي وروى عنه. سمع منه جماعة من أصحابنا الرحالين وغيرهم.
والأخوين: أبي عبد الله محمد وأبي القاسم عبد الرحمن ولدي أبي الحجاج يوسف بن عبد الله بن فارس بن جلدك المنبجي: سمعا من أبي القاسم البوصيري ورويا عنه. سمعت منهما بمصر، فأما محمد فمولده في شعبان سنة "ست وسبعين وخمسمائة". بمصر وتوفي بالقرافة في الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة "ثمان وستين وستمائة" ودفن من يومه بها. وأما أخوه عبد الرحمن فإنه توفي في بكرة يوم الأحد سابع شعبان سنة "ثلاث وستين وستمائة" بالقرافة أيضا ودفن بها من يومه.
والشيخ الصالح أبي نصر سعد الله بن أبي الفتح بن معالي بن الحسين الطائي المنبجي: سافر إلى خراسان ودخل خوارزم وأقام بها مدة وسمع من أبي روح عبد المعز محمد بن أبي الفضل الهروي البزاز، وحدث عنه بدمشق وكان له شعر حسن. رأيته وسمعت منه وكتبت عنه شيئا من نظمه أنشدني لنفسه بدمشق:
حاجتي حاجة المحب وإني … منك راض بنظرة أو سلام
فإذا جدت بالكلام فمن لي … بكلام إن جدت لي بالكلام
أرتضي بالقليل كل قليل … هذه حالتي وهذا مقامي
توفي آخر نهار يوم الاثنين سادس عشر ذي الحجة سنة "إحدى وخمسين وستمائة" بدمشق ودفن يوم الثلاثاء سابع عشر ذي الحجة بمقبرة الصوفية. ومولده تقريبا في سنة "ثمان وستين وخمسمائة".
والفاضل أبي منصور المظفر بن محمد بن المظفر بن الحسين المنبجي وينعت بالناصح: أديب كامل، يكتب خطا حسنا، وينظم شعرا جيدا. اجتمعت به في القاهرة وكتبت عنه قطعا من نظمه وسافر إلى الإسكندرية وأقام بها مدة ثم فارقها مسافرا إلى بلاد اليمن وهو يومئذ مقيم بها، وأنشدني لنفسه بالقاهرة:
أحبابنا أنا من أيام هجركم … حرمت نومي وما حللت من جلدي
وكنت أحسب أسبابا لبينكم … وقط ما دار هذا البين في خلدي
غربتم في تجافيكم علي وقد … غربتموني بهذا الهجر في بلدي