المحرم "سنة أربع وتسعين وخمسمائة". وتوفي -رحمه الله- عشية يوم السبت ودفن بعد الغروب السادس عشر من ذي القعدة سنة "خمس وخمسين وستمائة" ببغداد، بعد أن ولي قضاءها عند عوده إليها، وكان به ضعف من وعك السفر، فألزم بالحكم على تلك الحالة، فحكم يوما واحدا، وانقطع في بيته إلى حين وفاته. أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد "البادرائي" بقراءتي عليه بدمشق قلت له: أخبركم الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا البغدادي، قراءة عليه وأنت تسمع. فأقر به. قلت: وأخبرنا أبو محمد بن منينا وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد الدارقزيّ والحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر والإمام أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، البغداديون، إجازة، قالوا: أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، قراءة عليه ونحن نسمع، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قراءة عليه وأنا حاضر، أنبأنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري أنبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري أنبأنا حميد عن أنس: أن الربيع بنت النضر عمته لطمت جارية فكسرت سنها، فعرضوا عليهم الأرش فأبوا فطلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص، فجاء أخوها أنس بن النضر، فقال: يا رسول الله أتكسر بن الربيع؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر سنها، قال: يا أنس، كتاب الله القصاص. فعفا القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من عباد الله من لو أقسم على الله -عز وجل- لأبره". حديث صحيح أخرجه الإمام أبو عبد الله البخاري -رحمه الله- في جامعه عن محمد بن عبد الله بن المثنى أبي عبد الله الأنصاري عن أبي عبيدة حميد الطويل، وفي اسم أبيه اختلاف كثير معروف عن أئمة الحديث، أشهره "تِيرَوَيْه" وقد وقع لنا موافقة والحمد لله على ذلك.