وأبو عبد الله محمد بن عمر بن أبي العجائز الأزدي. أخبرنا المشايخ المذكورون، قراءة عليهم، قالوا أنبأنا الإمام أبو بكر عبد الله بن أبي سعد محمد بن أبي العباس النوقاني، قراءة عليه ونحن نسمع بجامع دمشق، أنبأنا والدي الإمام أبو سعد محمد بن أبي العباس قال أنبأنا الإمام أبو سعيد القشيري، إملاء، أنبأنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك ببغداد، قراءة عليه، قال: سمعت أبا طالب محمد بن أحمد العلوي يقول: كنت مع الشبلي بباب الطاق فجاءه رجل راكب وبين يديه غلام، فقال رجل لرجل: من هذا؟ فقال: صفعان الأمير ومسخرته. قال: فعدا الشبلي فقبَّل فخذه، فرمى الرجل نفسه من الفرس وقال: أحسبك يا سيدي ما عرفتني، قال: بلى قد عرفتك إنك تأكل الدنيا بما تساويه الدنيا، اركب فإنك خير ممن يأكل الدنيا بالدين.
والإمام أبو المفاخر محمد بن أبي علي بن أبي نصر النوقانيّ: فقيه فاضل، تفقه بنيسابور على الإمام أبي سعد محمد بن يحيى النيسابوري وسمع منه وحدث عنه ببغداد، ودرس بالمدرسة النظامية، وكان بارعا في الفقه، حسن الكلام. مولده بنوقان طوس سنة "ست عشرة وخمسمائة". وتوفي في ثالث صفر -وقيل- يوم الأحد حادي عشره سنة "اثنتين وتسعين وخمسمائة" ودفن في رابعه بباب المشهد بالكوفة. وقد حكي ضم النون في "نوقان". وولده شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي علي النوقاني: مولده يوم الخميس تاسع ذي القعدة من سنة "تسع وأربعين وخمسمائة" بمشهد علي بطوس. سمع بتبريز من أبي منصور محمد بن أسعد حفدة العطاري الطوسي، وسمع ببغداد من فخر النساء شهدة بنت أبي نصر الأبري وأبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله الفراوي وأبي القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل النيسابوري الصوفي وأبي الفتح محمد بن عمر بن محمد الليثي الهروي وأبي الثناء محمد بن محمد بن هبة الله بن الزيتوني وأبي القاسم عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم القزويني وأبي محمد عبد الله بن محمد القرشي الناسخ وغيرهم، وسمع بزنجان من عمر بن أحمد بن عمر الخطيبيّ، وقدم مصر وسكن بالقرافة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وحدث بها. سمعت منه، وتوفي في سحر السادس من شهر ربيع الآخر سنة "سبع وثلاثين وستمائة" بمنزله بالمدرسة المذكورة، ودفن من الغد بالقرافة، وكان شيخا صالحا، حسن السمت، مشتغلا بنفسه.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي المحتد، النوقاني المولد: سمع من أبي شجاع محمد بن عمر بن عبد الله الأرغياني، وروى عنه، أجاز لي غير مرة. سئل عن مولده فقال: سنة "اثنتين وخمسين وخمسمائة" بنوقان.