إسماعيل بن أبي سعد وغيرهما، وبمصر من أبي القاسم هبة الله بن علي البوصيري وغيره، وحدث بدمشق ومصر. لقيته بها وسمعت منه، وكان من ذوي البيوت المشهورة بدمشق، حسن الأخلاق، معاشرا للصوفية، لابسا لباسهم، طارحا للتكلف، فيه لطف وكياسة. وأقام في آخر عمره بالقاهرة متوليا بها المشارفة بالبيمارستان الناصري إلى أن توفي بها، في شهر رمضان سنة "ست وأربعين وستمائة".
ووالده أبو العباس أحمد: سمع معه من الشيوخ المذكورين، وكان طبيبا فاضلا، لم أتحقق مولده ولا وفاته. وفاته في باب "الوَتَّار":
الشيخ الأديب أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن يوسف الموصلي الوتار، الدمشقي الوفاة والدار: مولده في سابع عشر ذي الحجة سنة "تسع وسبعين وخمسمائة" بالموصل واشتغل بها بالأدب، وكان ينظم شعرا حسنا، وسكن دمشق مدة ومدح كبراءها ثم تولى الخطابة بالمزَّة وهي قرية كبيرة غربي دمشق، ولم يزل خطيبا بها إلى أن توفي يوم الأحد ثامن عشر ذي الحجة من سنة "اثنتين وستين وستمائة"، أنشدني لنفسه بها:
وشادنٍ غصني بريقي … قهقه لما رأى شهيقي
أراد في ضحكه يريني … منابت الدر في العقيق
وأبو السرايا عامر بن حسان بن عامر بن فتيان بن حمود بن سليمان الأجدابي الإسكندري المعروف بابن الوتار: من أهل الحديث المشهورين به وبإفادته بالثغر. سمع من عبد المجيب بن زهير وجماعة من أصحاب الحافظ أبي طاهر السلفي وغيره. اجتمعت به بالإسكندرية وكان يفيدني عن شيوخها. وتوفي في ذي القعدة سنة "أربع وخمسين وستمائة".