الشام فسمع به من جماعة. ورأيته بدمشق وسمع بقراءتي ورحل إلى العراق فسمع في طريقه بحلب والموصل ودخل بغداد فأقام بها مدة، يسمع الحديث ويشتغل بالفقه ثم عاد إلى بلده يفيد الناس وولي تدريس المدرسة الحافظية السلفية والحسبة وخرج وصنف، وجمع وألف، وقفت له على تخاريج مفيدة، وفوائد عديدة.
وأبو موسى عيسى بن سلامة بن سليم الصقلي: اجتمعت به بقصر ابن عمر من غوطة دمشق وكتبت عنه قصيدة من نظم الشيخ أبي الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني يمدح بها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على قافية الراء، بسماعه منه، وعدمت من حرزي الآن، وسافرنا جميعا إلى حلب وذلك في شعبان سنة "سبع وعشرين وستمائة".
وفاته في "سليم":
شيخنا أبو السر مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم القيسي السويدي: تفقه على الخطيب أبي القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الدولعي وصحبه وسمع منه ومن أبي عبد الله [محمد بن علي] بن صدقة الحراني وأبي الفضل الجنزوي وروى عنهم: مولده في ذي الحجة سنة "خمس وخمسين وخمسمائة". وتوفي ليلة الخميس ثامن رجب سنة "خمس وثلاثين وستمائة" ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون.
وولده أبو الحجاج يوسف: مولده يوم الجمعة ثامن ذي الحجة سنة "أربع وثمانين وخمسمائة". سمع من أبي طاهر الخشوعي وشيخ الشيوخ أبي الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري وأبي حفص بن طبرزد وغيرهم، وحدث بدمشق، وتوفي يوم الجمعة الحادي عشر من ربيع الأول سنة "خمس وستين وستمائة".
وعمه الفقيه أبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمد بن سليم القيسي: سمع بدمشق من القاضي أبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون وأبي الفضل بن الجنزوي وحدث وسمعت منه. ومولده يوم الثلاثاء التاسع عشر من شعبان سنة "ثمان وخمسين وخمسمائة".